رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 247 - الجزء 1

  نفسه في دينه لا عليك فلا تغضب عليه) لأنه أحسن اليك في الحقيقة وضر نفسه (الثالث) من الاوجه التي لا يخلو منها الذام لك (أن يكون مفترياً عليك وأنت بريء مما عابك به فلا تكره ذلك ولا تشتغل بذمه) فتفتح بابا لا يكون فيه الا مشقة عليك دنيا وأخرى (و) لكن (انظر في ثلاث جهات احداها انك ان خلوت من ذلك العيب فلا تخلو عن أمثاله فاشكر الله سبحانه) على تنبيهك على أمثاله (اذ لم يطلعه على عيوبك بل دفعه عنك فاشتغل بذكر ما أنت برئ منه) لتحذر منه (الثانية) من الجهات التي تنظر اليها (ان الذي صار منه من مكفرات ذنوبك ومساويك⁣(⁣١) فكأنه بذمه لك يطهرك من ذنوب تلوثت بها اذ كل مغتاب لك مهد حسناته اليك) فأي فائدة لك تلقاها مثل هذه الفائدة لأنه لا يعتمد بما كان في الدنيا فلا عيش إلا عيش الآخرة (وكل مادح لك قاطع ظهرك فما شأنك تفرح بقطع ظهرك، وتغتم بهدايا الحسنات المقربة الى الله تعالى وأنت تزعم أنك تحب القرب منه) وأي هدية أجل قدراً وأعظم من هذه الهدية المقربة الى الله تعالى في وقت الضرورة الى ذلك.

  قال في كتاب المنذري عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له، ولا متاع فقال: ان المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكوة ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعطي


(١) هي نقايصه ومعايبه انتهى. مصباح.