رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 252 - الجزء 1

  «اذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عذق النخلة» وفي حديث معاذ ¥ أنه قال ÷ «ان رأس هذا الامر ان تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن قوام هذا الأمر إقام الصلاة وايتاء الزكاة وان ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله انما أمرت ان أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله».

  وعنه ÷ «ذروة سنام الاسلام الجهاد لا يناله الا أفضلهم» وعنه ÷ «جاهدوا في سبيل الله فان الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة» وفي ذلك أحاديث أخر ذكرتها في كتاب الرضوان في كتاب السير (فان قيل ما تقول في قوله ÷ «الجبن والجرأة غريزتان يضعها الله حيث يشاء فان الغرائز لا مدخل لها في حل ولا حرمة» قلت المدح والذم والتحريم متعلقة بالممكن المتوقف على الاختيار) الذي يتعلق به التكليف (وهو الاقدام والفرار) من الزحف على شروطه كما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز (ولا اشكال في تسميتها شجاعة وجبنا في لغة العرب) كما لا يخفى (وقد حمل الخبر ان المراد بالجبن والجرأة فيه سببها تجوزا) من باب تسمية السبب باسم المسبب (والا فهما حقيقة الاقدام ونقيضيه) وبهذا يزول الاشكال.

  وأما الدليل على وجوب الإقدام حين وجوبه فان الادلة في