رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 253 - الجزء 1

  وجوب الجهاد هي الادلة عليه. وأما تحريم الفرار من الزحف فانه قد عد من الكبائر. قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا⁣(⁣١) فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ١٥ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٦}⁣[الأنفال] وفي كتاب عبدالعظيم المنذري عن أبي هريرة عن النبي ÷ أنه قال «اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وروي عن ثوبان عن النبي ÷ قال «ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف» رواه الطبراني في الكبير وعن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله ÷ كتب الى اهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والدديات فذكر فيه «وان أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الاشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير حق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم» الحديث رواه ابن حبان في صحيحه وفي ذلك أخبار كثيرة ومن أدعية الرسول ÷ في الصباح والمساء «اللهم اني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من الجبن


(١) زحف اليه شيء وبابه مسع ومريف اليه متى انتهى. مختار.