رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

المقدمة

صفحة 29 - الجزء 1

  بالشاهد ليكون أوقع في ذهن المطلع لما شرع الله تعالى من الامثال بقوله {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ}⁣[العنكبوت: ٤٣] الخ فأراد بطلب الملك لضرب العنق ما قضاه الله ø على عباده من الموت لتيقن ضرورة وبالمطاعن التي تكون فيه حال حياته في الدنيا ما ينوبه فيها وكل ما يكابده كما قال تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ٤}⁣[البلد] من جوع وعطش وحر وبرد وخوف وسقم وغم وقهر وإهانة واستخفاف وجهاد نفس وشيطان من جن وانس وهوى ونحو ذلك حتى ذهل عن ذكر الموت وهان عليه الموت (نعم فلو أن الانسان) جعل همه⁣(⁣١) واحداً و (قطع مواد ما يشغله عن الاهتمام) بالأمر الأعظم الأجل وشغل به أي (بالموت عن تلك الأمور المذكورة الممثلة) سابقاً (بما يلحق المقدم للقتل في طريقه) المشبه بها الحياة في الدنيا (لتفرغ قلبه لادراك هم الموت) الذي هو الاهم الأعظم (و) أعظم منه (ما بعده) من القبر وسؤال منكر ونكير والقيامة وأهوالها، والخلود بعد ذلك (ولاشتغل به واستغرق في ذلك وسعه وجهده) حتى ينال السعادة الأبدية والنعمة السرمدية⁣(⁣٢) والرضوان الأكبر ذلك هو الفوز العظيم (فليستعن العبد على ذلك بما ورد في الحث على ذكر الموت) حتى يجعله نصب عينيه لا يغفل عنه لحظة (وقصر الأمل مما لا يكاد ينحصر) وقد تقدم طرف من ذلك (كقوله ÷


(١) الهم الحزن انتهى مختار.

(٢) السرمد الدائم انتهى مختار.