رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

المقدمة

صفحة 28 - الجزء 1

  من اللائقة به) وهي التي يقضي بها العقل الكامل (اقتضى ذلك أن تخرب الدنيا ولا تعمر ولكان المرء جديراً بأن لا يعمل) من أعمالها شيئاً (فإنه لا يثق بالحياة لحظة كيف يتعب نفسه ويسهر ليله) وقد يخاطر⁣(⁣١) بنفسه في المتالف المتلفة في طلب شيء يسير من الدنيا لا قيمة له كشيء من علف أو حطب (وفي محاولة أمور انما يفتقر اليها من شأنه أن يخلد والله أعلم) فهذا مما تحار فيه العقول (ومثال حال الانسان في تيقنه أنه يسعى في كل يوم وليلة مرحلتين الى الموت مع غفلته عن الاهتمام به والانزعاج لأجله بحال رجل) في الشاهد (أذنب الى ملك ذنباً عظيماً يقتضي قتله فأمر الملك بأحضاره من مسافة بعيدة وقد رأى السيف مصلتاً وشاهد من تأهب لضرب عنقه فسار به المأمورون باحضاره وهم يطعنونه) في طريقه (في جوانبه) كلها (بأشظة)⁣(⁣٢) أي أشافي وحربات ونحوها (حادة) مؤلمة له (لا يسلم منها إلا اذا اتقاها بحجفة) يعني درقة (في يده فما اتقاه من ذلك) بدرقته (سلم) من (مضرته وقطعه لجسمه وما لم يتقه آلمه فصار مستغرقاً بأتقاء تلك المطاعن) المؤلمة له عن اهتمامه بما هو ساع اليه من ضرب عنقه وإزهاق روحه حتى هان عليه ما هو ذاهب اليه في جنب ما صار فيه) أراد # التمثيل


(١) الخطر بفتحتين الاشراف على الهلاك يقال خاطر بنفس انتهى مختار.

(٢) الشظاظ بالكسر العود الذي يدخل في عروة الحوالق انتهى مختار.