رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 257 - الجزء 1

  شرعاً ومروءة (أو تحصيل نفع أو دفع ضرر أو ذم، وكفى في البعث على اجتنابه والترغيب في تركه بقوله تعالى في غير موضع {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٩}⁣[الحشر] وما في هذه الآية الكريمة المكررة من أنواع التأكيد لفلاح من وقى من الشح على ما يعرفه من له مسكة⁣(⁣١) بعلم البلاغة وقوله ÷ «اتقوا الشح فانه أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم» رواه مسلم وقوله ÷ «لا يجتمع شح وايمان في قلب مؤمن» رواه النسائي وغيره) وقال ÷ «شر⁣(⁣٢) ما في الرجل شح هالع وجبن خالع» رواه الامام المؤيد بالله في تصفيته.

  وفيها وعن ابن عباس قال: رسول الله ÷ «الجود من جود الله فجودوا يجد الله لكم إلا ان الله تعالى خلق الجود فجعله في صورة رجل وجعسه اسه أي أساسه راسخاً في اصل شجرة طوبى وشد أغصانها بأغصان سدرة المنتهى ودلى بعض أغصانها الى الدنيا فمن تعلق بغضن من أغصانها أدخله الجنة إلا ان السخاء من الايمان والايمان في الجنة وخلق البخل من مقته وجعل أسه راسخاً في أصل شجرة الزقوم ودلى بأغصانها الى الدنيا فمن تعلق بغضن منها أدخله النار إلا ان البخل من الكفر والكفر في النار» وقال ÷ «السخاء


(١) وليس لامره مشكلة الحاصل يعول عليه وليس. عليه مشكلة أي عقله وليس به مشكلة اي فوه انتهى. مصباح.

(٢) اخرجه البحاري في تاريخه وابو داود عن ابي هريرة بلفظه.