رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 272 - الجزء 1

  جلوسه في المسجد كتبها الله تعالى له كلها من جوده وفضله (كالاكل والشرب ينوي أن ذلك) لخمس قرب الأولى (لدفع الضرر عن النفس و) ثانيها (الاستعانة على الطاعة) لانه لا يمكن فعلها بدونه كما قال الله تعالى {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ}⁣[الأنبياء: ٨] لكنه ينبغي تخفيفه لئلا يثقل عن ذهنه الطاعة اذ هي المقصودة (و) ثالثها (لقرع النفس عما لا يجوز) من الاخلال بما يجب من سد الرمق وما لا يتم الواجب الا به ممالا يمكن اقامة العبادة الواجبة الا به (و) رابعها (اظهار نعمة الله تعالى) على عبده لقول الله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث ولما رواه في الشفاء خبر، وعن النبي ÷ «ان الله اذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يرى عليه أثر نعمته» وفي خبر أن الله اذا أنعم على العبد نعمة أحب أن ترى عليه (و) خامسها (اتباع السنة) التي جاء بها رسول الله ÷ «والانبياء من قبله صلوات الله وسلامه عليهم» فانهم كانوا يأكلون الطعام وقال تعالى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ٣١}⁣[الأعراف] و قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ١٧٢}⁣[البقرة] ومن المشروع التسمية عند الاكل والشرب لما رواه ابن حبان في صحيحه عن النبي ÷ «اذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله عليه فان نسي في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره» ورواه أبو داود أيضاً هذا مع أن الله سبحانه قال {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا