رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 271 - الجزء 1

  الدرداء عن النبي ÷ قال «من أتى فراشه وهو ينوي ان يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه» رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه (فينبغي ان يضمر العبد في قلبه ويستحضر في ذهنه ما مؤداه وحاصله) ان يقول (اللهم ما أتيته من كل فعل) يعني من طاعة الله تعالى (وتجنبته منه) أي من.

  ما نهي الله عنه (فان ذلك) أي اتيان الفعل وتجنبه (لكل وجه حسن تريده على الوجه الذي تريده) يعني أن (الواجب) أفعله (لوجوبه و) أفعل (المندوب لندبه و) أفعل (المباح لما يقترن به) من النية التي أحررها (مما يصيره) أي المباح (قربة) بسبب النية اذ بها تصير الاعمال كلها طاعة (واجتناب القبيح لقبحه) حيث نهي الله تعالى عنه فصار محلا لسخطة فكان قبيحاً (وترك المكروه لكراهته) أي لكراهة الله سبحانه لفعله (وما أمكنه من الاستكثار من النيات) الصالحات (في) كل (فعل) يفعله (أو ترك) يتركه (فهو أولى) وذلك (كالجلوس في المسجد مثلا) فان فاعله (ينوي به القربة) وهي خمس (لفضل) اللبث في (المسجد) هذه الاولى من القرب (و) الثانية (الاقتداء بالصالحين و) الثالثة (انتظار الصلاة و) الرابعة (سماع العلم) أو قراءته (و) الخامسة (الاعتكاف) ان كان مذهبه (على رأي) من يقول يصح الاعتكاف من غير صوم فهذه خمس قرب اذا نواها العبد عند