رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 287 - الجزء 1

  كملت هذه الشروط في لعطية فهي المرغب فيها بالآيات والاخبار وتتفاوت في الفصل بحسب حال النية والعطية والوقت والشخص والحاجة) أما حسن القصد فقد تقدم ذكر النية وان تكون خالصة لوجه الله تعالى لا يشوبها قصد شيء من طلب الدنيا فيحبط العمل قال الله تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ١٥ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٦}⁣[هود] وكفى بهذه الآية حثاً على اخلاص النية لله تعالى وتطهيرها عن كل ميل الى شيء من الدنيا وكذلك قوله تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ٢٠}⁣[الشورى] وقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ}⁣[الإسراء: ١٨] الآية وأما الاخبار النبوية وقد تقدم منها شيء في الرياء وقوله وألا يعلم استعانة المعطى الخ هذا مع علم المتصدق بحال المعطى قبل أن يتصدق عليه فمن المعلوم أن التخير للصدقة مشروع وإلا فقد ورد الخبر عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال «قال رجل لا تصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال اللهم لك الحمد على سارق لا تصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية لا تصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني