فصل
  وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ٨٠}[القصص] وقبلها قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٦٠}[القصص] وقال تعالى في أهل الزهد {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ٥٤}[القصص] وقال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ٧}[الكهف] قيل معناه أيهم أزهد، وصف الزهد بأنه أحسن عملا وقال: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ٢٠}[الشورى] وقال لرسوله وحبيبه محمد ÷ {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[طه: ١٣١] وقال تعالى في وصف الكفار: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ}[إبراهيم: ٣] فمفهومه أن المؤمن يستحب الآخرة عن الدنيا ولما سئل ÷ عن معنى قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ}[الأنعام: ١٢٥] قال: «إن النور اذا دخل انشرح له الصدر وانفسح» قيل يا رسول الله فهل لذلك من علامة قال نعم.
  «التجافي عن دار الغرور والانابة الى دار الخلود والتزود لسكنى القبور والتأهب للموت قبل نزوله» فأنظر كيف جعل الزهد شرطاً للاسلام وهو التجافي عن دار الغرار وقال ÷ «استحيوا من الله حق الحياء قالوا إنا نستحي قال تبنون ما لا تسكنون وتجمعون ما لا تأكلون» فبين ان ذلك يناقض الحياء من الله ø وعن الرسول ÷