فصل
  تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١}[النازعات] والهوى عبارة عن جميع حظوظ النفس في الدنيا فينبغي أن يكون الزهد حاصلاً فيه والمهم منه خمسة أصناف المطعم والملبس والمسكن والمنكح وما يحتاج اليه من أثاث البيت فالمطعم أقله الخبز من النخالة وأوسطه خبز الشعير والذرة وأعلاه خبز البر بغير نخل فإن نخل فهو ترفه وأقله نصف رطل وأوسطه رطل وأعلاه مد هذا في اليوم والليلة وأما الأدام فأقله البقل والخل أو الملح وأوسطه الزيت وسائر الأدهان وأعلاه اللحم وأما وقته فاقله في اليوم والليلة أكلة وأوسطه الغداء والعشاء وأعلاه أن يطوي ثلاثة أيام على قدر الامكان الثاني الملبس فأدناه كساء غليظ يستر به العورة وأوسطه قميص وقلنسوه ونعلان وأعلاه قميص وسراويل وملحفة وما زاد على هذا فليس من الزهد في شيء الثالث المسكن فأعلاه أن لا يطلب موضعاً يقعد فيه ويكفيه زوايا المسجد وغيرها كأصحاب الصفة وأوسطه أن يطلب لنفسه موضعاً خاصاً من سعف أو خوص وأدناه يعني الى الدنيا أن يتخذ حجرة مبنية وما عدا ذلك فليس زهداً.
  الرابع النكاح فإن لم تشغله المرأة عن ذكر الله فلا بأس بها لتحصين النظر وإزالة الشبق(١) وميل القلب وكل على قدره فرسول الله ÷ سيد الزهاد توفي عن تسع نسوة وأمير المؤمنين أزهد الصحابة توفي عن اربع حرائر وبضع عشرة سرية. الخامس
(١) الشبق شدة الغلمة انتهى مختار.