فصل
  (الذكر) لله ø وهو نوعان: الاول بالقلب والثاني باللسان فالأول هو الافضل الذي ورد فيه عن النبي ÷ «ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى؛ قال: ذكر الله» رواه في العدة أخرجه الترمذي وأحمد ومالك أوله بعض العلماء على ذكر الله بالقلب على كل حال واستدل بقول رسول الله ÷ «انه ليغان على قلبي فاستغفر الله سبعين مرة» أو كما قال وبعضهم يفضل الذكر مطلقاً على سائر الاعمال الثاني باللسان (قال الله تعالى {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ٤١}[آل عمران] وقال تعالى {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}[الأحزاب: ٣٥]) وهذا في معرض المدح وقال {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}[الأعراف: ٢٠٥] الخ (وقيل له ÷ ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث(١) به فقال: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله» رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه) وذكره المنذري عن عبداللن بن بشر وعن معاذ ¥: آخر كلام فارقت عليه رسول الله ÷ أن قلت: أي الاعمال احب إلى الله قال ان تموت ولسانك رطب من ذكر الله: رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهما (وهو
(١) التشبث بالشيء التعلق به انتهى مختار.