فصل
  الله اليه الخلوة فقد تمسك بعمود الخلاص) ومن المعلوم عقل ان من ا اختلط بالناس اشتغل بهم وبما يفعلونه حتى يفوته ما هو أهم من ذلك من أصلاح أموره الدينية والدنيوية.
  وأعلم أن فوائد العزلة كما حكاه الامام المؤيد بالله يحيي بن حمزة رضوان الله عليه ست فوائد: «أولها الفراغ للعبادة.
  الثانية التخلص من المعاصي التي تكون مع الخلطة كالغيبة والنميمة والرياء والسكوت عما يجب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر الاخلاق الرديئة التي يوجبها حب الدنيا والحرص عليها.
  الثالثة الخلاص من الفتن والخصومات، ولما ذكرت الفتن قال رسول الله ÷: «أذا رأيت الناس مرجت(١) عهودهم وخفت أمانتهم وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه.
  قال الراوي: فما تأمرني يا رسول الله؟ قال: ألزم بيتك وأملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر الخاصة ودع عنك أمر العامة» رواه في التصفية.
  الرابعة السلامة من شرور الناس فأنها كثيرة كسوء الظن والتهمة والاطماع الكاذبة والغيبة والكذب والحسد والعداوة والمكائد وغير ذلك.
  الخامسة أن تنقطع الأطماع فيما بينك وبين الناس فإن ارضاءهم لا يمكن، والسلامة مما يجب عليك من حقوقهم كحضور جنائزهم وعيادة مرضاهم وحضور الولائم لأن قطع الأوقات في أصلاح نفسك أهم وأولى، وأوقات الخلطة
(١) وأمر مزيج مختلط انتهى. مصباح.