فصل
  كثير من العباد.
  تنبيه في علاج الغيبة * اعلم ان علاجها يكون بالعلم والعمل وعلاج كل شيء بضده فيعلم المغتاب أنه متعرض لسخط الله تعالى ولائمته لما تقدم من الآيات والاخبار ويعلم أنها محبطة لحسناته وان حسناته تكون لمن أغتابه عوضاً عن عرضه ولينظر العبد أن كان لبيباً الى الأسباب المتقدم ذكرها الباعثة على الغيبة فيتأملها واحداً واحداً، ويسعى في ابطالها وقطع عروقها حتى لا يبقى منها شيء وقد ذكر كل شيء في موضعه.
  ومما يجر الى الغيبة سوء الظن فإنه مهلك قال الله تعالى {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}[الحجرات: ١٢] وايضا التجسس وقد قال تعالى {وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}[الحجرات: ١٢] فهذه الثلاث مما يجب ويتحتم الاحتراز منها والتيقظ لأزالتها ومن أعظم البواعث عليها شفاء الغيظ وقد روى مولانا الامام المؤيد بالله يحيى بن حمزة # بعد ان ذكر معنى ما تقدم قال وقد قال ÷ «ان لجهنم باباً لا يدخله إلا من شفى غيظه بمعصية الله» وقال ÷ «من اتقى ربه كل لسانه ولم يشف، غيظه» وقال ÷ «من كظم غيظه وهو يقدر على انفاذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخبره من أي الحور شاء.