رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 362 - الجزء 1

  تنزيه الله ونحو ذلك وما هو إلا من أضاليل الشيطان نعوذ بالله منه لأن حقيقة البدعة الزيادة في الدين أو النقص منه ويأتي أهل الدنيا من بابها كالكبر والعجب والمباهاة والتكاثر والغضب والحقد والعجلة (والنفس توافقه) ومن أعظم المهلكات المهمة التي هلاك اكثر الناس بها التسويف (فتمني صاحبها بنحو) ان توسوس له أن (الأيام والأعوام كثيرة) طويلة وأنت في حال الصحة والعقل والتمكن (فتعمل الآن) ما تريد وأما العمل الصالح فالعبرة بحسن الختام (وعسى أن تعمل بذلك في آخر عمرك) ثم لا يزال به الغرور والتواني عن التوبة والتخلص والاستعداد (الى أن تأتيه المنية بغتة) فلا يستطيع لشيء مما كان يؤمله ويعزم على فعله فإن خالف نفسه وسارع الى فعل ما ألهمه الله تعالى فاز بالسعادة الابدية نسأل الله تعالى أن يستعملنا في مرضاته آمين (قال بعضهم جاءني الشيطان لما لزمت الخلوة فقال انك رجل عالم وعلمك بالانقطاع عن الناس يذهب فدافعته فجاءني من طريق فقال انك رجل عالم فلو جمعت كتاباً وسميته حبل الوريد على المريد كان ذخراً لك في الدنيا والآخرة فهممت بذلك فنهاني الشيخ عنه وقال هذا الشيطان يريد أن يشوش⁣(⁣١) عليك الخلوة فأحذره) قلت ولعل ذلك خشية من غلبة الشيطان له عند المجاهدة وإلا فقد قيل ترك العمل لأجل الرياء رياء والعبرة بالنية وقت الابتداء ثم ما خطر من الوساوس الشيطانية.


(١) التشويش غلبط وقد تشوش عليه الأمر انتهى مختار.