رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 361 - الجزء 1

  بخاصتين الأولى العلم وأشرف أنواعه العلم بالله تعالى وصفاته الثانية الحكمة⁣(⁣١) وهي حالة للنفس يدرك بها الصواب من الخطأ في جميع افعاله وأقواله فتكون مطابقة لمنهاج الحق والصواب واليه الاشارة بقوله تعالى {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ٢٠}⁣[ص] فلا فضل يكون إلا بإحراز هذين الأمرين.

  وعلى الجملة فما من عضو من اعضاء الانسان إلا ويمكنه استعماله والاستعانة به فيما خلق له من طاعة الله تعالى والوصول به الى السعادة الأخروية فيكون لقاء الله تعالى مقصده والدار الآخرة مستقره والدنيا منزله فمن أجل ذلك كان الانسان متميزاً بما ذكرناه (ورابعها خاطر الشيطان والنفس) وهواها وشهواتها (ولا يحدث الشيطان في القلب إلا الوسوسة) الخبيثة الموجبة للهلاك في الدنيا والآخرة (وذلك بأن يدعو الى الضلالة) المفضية بمن قبلها الى الوبال (فإذا دعاه الى ذنب ودافعه العبد) بما يجب عليه ويتحتم من أن يدافعه (بالمجاهدة) النافعة (دعاه الى ذنب آخر) فعلى العبد مدافعته كلما ورد عليه من ذلك (وله لطائف في الاضلال) دقيقة وبيئة تحتاج الى التيقظ وشدة الاحتراز منها في كل حال (فيضل كل واحد بما يليق به) فيأتي أهل الدين من بابه.

  مثاله الشك في الطهارة والصلاة فيظن أنه زيادة في الدين وكذلك البدع المحدثة في أصول الدين وأصلها الغلو فيه بأن يأتي العبد بشيء لم ينزله الله في كتابه ولا نطق به رسوله ÷ ويظن أنه من


(١) الحكمة والحكيم المتفق للأمور انتهى المختار.