فصل
  وكان رسول الله ÷ يقول: «ارض بها يا بلال» يعني بالصلاة (ولا ينبغي لمن غلبه النوم وهو في ذكر أو صلاة أو قراءة فشوش ذلك عليه ان يغالبه بل ينام حتى يعقل ما يقول) قال في كتاب المنذري عن عائشة أن النبي ÷ قال: «اذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم اذا صلى وهو ناعس لعله يذهب فيسب نفسه» رواه مالك، والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي.
  وفيه أحاديث بمعناه وفي النهي أن ينام الانسان الى الصباح والترغيب في قيام الليل (واعلم ان النوم راحة البدن وأن المجاهدة اتعابه) أي أتعاب البدن (فاذا هجر العبد النوم والاستراحة) وجد على نفسه ولو قسراً بعزم صادق لا يفل حده ولا يكل جده وترك تواني النفس وخدع الشيطان وساقها بتذكر الوعد والوعيد والشوق الى رضوان الله المزيد (ذابت الجوارح) وانقلعت مغارس الشهوات المردية (فحيي القلب) واشتاق واستروح بما يرجوه من رضى الخلاق (وارتفع عنه حجاب الشهوات فرأى من فضل ربه من العنايات والكرامات والتيسيرات ما يبهر العقول ويؤذن بالقبول (فنال بذلك خيراً كثيراً) غايته نعمي وملك كبير.