رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 386 - الجزء 1

فصل

  و (الخوف من الله تعالى) وهو الخلق الخامس عشر من الثمانية عشر و (هو خليقة محمودة حميدة العاقبة لأنه من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل) وحقيقة الخوف هي تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل.

  وأعلم أن الخوف قامع للشهوات ومكدر للذات إذ يصير كل محبوب من المعاصي مكروه كالعسل المسموم وتبادر الجوارح بالأعمال الصالحة ويحصل في القلب خشوع وذلة واستكانة وتفارقه آفات الباطن من كبر وحسد وحقد وغير ذلك فلا يكون همه إلا ما ينفعه في الآخرة وفي هذا مراد الله تعالى وهو يحصل ببيان فضيلة الخوف قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}⁣[فاطر: ٢٨] فوصفهم بالعلم لخشيتهم.

  وقال الله تعالى {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ٨}⁣[البينة] بل جعله شريطة في الإيمان لقوله عز قائلاً: {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١٧٥}⁣[آل عمران] وأوجبه بالأمر به كما ترى وقال تعالى: {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ١٨}⁣[التوبة] وأيضاً في الخوف ثمرة العلم فكل ما دل على فضيلة العلم دل على فضله.

  وأما الأخبار فروى الامام المؤيد بالله يحيى بن حمزة #