رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 388 - الجزء 1

  خشيتك قبل أن تكون الدموع دماً والاضراس جمراً (وقد مدح الله خائفيه واثنى عليهم بما فيه كثرة وجعل خوفه من أوصاف أصفيائه الملائكة المقربين) فقال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٥٠}⁣[النحل] وقال تعالى {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ٢٨}⁣[الأنبياء] وعن رسول الله ÷ «ان لله ملكاً ما بين جنبيه خفقان⁣(⁣١) الطير المسرع خمسمائة عام وانه ليتضاءل⁣(⁣٢) حتى يصير كالعصفور من خشية الله تعالى» وفي حديث آخر «ان لله ملكاً ما بين شفر عينيه مسيرة مائة عام الخ» فهؤلاء اكرم خلق الله فكيف بك يا مسكين كيف لا تخاف ذنوبك وسوء الخاتمة روى هذا في التصفية الامام المؤيد بالله # وقال قال رسول الله ÷ «ما جاءني جبريل قط إلا وهو يرتعد فرقاً من الجبار وقرأ رسول الله ÷ سورة الحاقة فصعق ورأى صورة جبريل بالابطح فصعق كل ذلك من خوف الله تعالى» (وعنه ÷ «قال قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا مات فحرقوه ثم ذروا نصفه في البر ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله⁣(⁣٣) عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ثم قال له لم


(١) خفق البرق ايضاً خفقاً وخفقت الربح خفقاناً اي دوي جريها انتهى مختار.

(٢) ا رجل ضئيل الجسم اذا كان صغير الجسم نحيلاً.

(٣) بالتخفيف والتثقيل أي قضى الله عليه بالعذاب ذكر معناه النووي في شرح مسلم.