فصل
  وعظما وبلة(١) وظفراً وشعراً وبضعة عشر شيئاً غير ذلك كل واحد يخالف الآخر وهي قدرة وحياة واستواء وارتفاع وانحدار وخشونة ولين وحرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة وصلابة ورخاوة وخلق في بعضها الحياة دون بعض كالشعر والظفر والعظم وجعلها مدركة لأمور شتى كالحرارة والبرودة والخشونة واللين والقلة والكثرة والرطوبة واليبوسة.
  ومن لطيف الحكمة فيها اختلافها في الطول والقصر حتى تستوي عند القبض على الاشياء فتقوى بالاستواء.
  وهذا من عجيب صنع الله حيث جعل الاختلاف سبباً في الاستواء ولذلك خصت بالذكر في قوله تعالى {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ٤}[القيامة] فتبارك الله احسن الخالقين.
  هذا في الأنملة من الاصابع وفي الحكمة في طول بعض الأصابع وقصر بعضها لا غير فكيف خلق سائر البدن وكم فيه من عجائب صنع الله تعالى الذي تحار منه العقول ويضطر الناظر في ذلك بعين البصيرة السليمة الى الاقرار بعظم حكمة صانعه جل وعل افعليك أيها المطلع بالتفكر فإنه أساس الايمان وأصله.
  الثالثة دلالة المعجزات فإنها أقوى الدلالات لأنها تأتي بالخارقات الجارية على أيدي صفوة الله وخيرته من خلقة والتفكر فيما ورد في القرآن الكريم كاف واف على انه يكفي ذا العقل السليم تفكره في آية واحدة وأعظمها وأجلها القرآن الآية العظمى الدائمة الى يوم القيامة مع أنه واحدة من ألف معجزة لنبينا محمد ÷
(١) البلة بالكسر النداوة انتهى. مختار.