مقدمة المؤلف
  لما روي عن النبي ÷ «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر وقيل أقطع وقيل أجذم وقيل خداج» وفي رواية «كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر وقيل أجذم» وروي «كل امر ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله - وفي رواية - لم يثنى فيه بحمد الله فهو أبتر» والمعنى في هذا كله أنه ناقص منزوع البركة.
  الوجه الثالث: الاجماع من السلف الصالح الرابع التبرك بذلك ومعنى ذي بال أي خطر وشأن وحقيقة الحمد الثناء الحسن باللسان والوصف الجميل قصداً للتعظيم والمدح كما قيل مثله وهما يكونان على النعمة وغيرها فهما أعم متعلقاً من الشكر واخص مورداً حيث هما باللسان فقط فأما أعم الشكر فهو أعم مورداً إذ هو بالقلب واللسان والجوارح وأخص متعلقاً اذ لا يكون إلا على النعمة خاصة وسيأتي للامام أنه على النعمة وغيرها ذو البلوى سبب نعم الآخرة الباقية وهو رأي حسن.
  وقوله: (الموفق لاصابة الخلاص) أي الهادي والمسدد(١) الى الظفر بالنجاة من ورط المهالك والخلاص منها وفي هذا براعة الاسهلال بالاشارة الى ما سيأتي ان شاء الله من الحث على التخلص من المعاصي والموبقات وتجنب الخلائق الذميمة نعوذ بالله منها (المرشد الى منهج الاصابة والاخلاص) أي الذي أرشد عباده الى طريق الاصابة للحق والصواب أولا بتركيب العقول الراجحة التي
(١) التسديد: التوفيق للسداد بالفتح وهو الصواب تمت - مختار.