مقدمة المؤلف
  يكون بها النظر في جلب ما ينفع وتجنب ما فيه ضرر، ثم ارسال الرسل صلوات الله وسلامه عليهم مبشرين ومنذرين ثم انزال الكتب الموضحة لهم ما ينفعهم من طاعة الله تعالى فيها أمرهم به وما يضرهم من معصيته فيها نهاهم عنه والاخلاص ترك الرياء وتمحيض العمل حتى يكون الله تعالى خالصاً ولعله # أراد في هذه الاشارة الى ما سيأتي من الاخلاص ولزوم محامد الخصال والمقابلة لما تقدم من أصابة الخلاص من موبقات(١) الافعال (والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسوله الموضح لمسالك الهدى) ثلث الامام # بالصلاة على النبي ÷ لأربعة أمور، الأول: قول الله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤}[الشرح] يعني قرنت ذكرك بذكري وذلك في الشهادتين، والأذان والاقامة والتشهد والخطب ونحو ذلك.
  الثاني منها: الامتثال فقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}[الأحزاب] وقال رسوله ÷ «لا(٢) تدعوني كقدح الراكب» فنهى عن التغافل عن ذكره لأن الراكب يؤخر تعليق قدحه الى بعد شد رحله.
  الثالث اجماع السلف الصالح على التبرك بذكره ÷ لطلب النجاح فيها قصد وأريد.
  الرابع: افتتاح الدعاء بالصلاة
(١) وبق يبق بالكسر هلك تمت مختار.
(٢) القدح الذي يشرب فيه الماء وجمعه أقداح تمت مختار والحديث اخرجه عبد الرزاق والطبراني والبيهقي في الشعب وعبيد بن حميد عن جابر ابن النجار عن ابن مسعود ولفظه لا تجعلوني كقدح الراكب يجعل ماءه =