رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 407 - الجزء 1

  تقدم (وليحذر من الدنيا وطلب ما يزيد على الكفاية فيها فإنها أسحر من هاروت وماروت وليجعل الموت نصب عينيه كما ورد ذكره متقدماً) وانما كرره # لأن اكثر افتتان الناس بالدنيا والغفلة عن ذكر الموت وقد (قال ÷ كفى بالموت واعظاً وقيل لنوح # يا أطول الأنبياء عمراً كيف وجدت الدنيا فقال كدار لها بابان دخلت وخرجت من الآخر) ولذا مثلت بالظل في سرعة زوالها وبالنبات حين يصبح هشيما تذروه الرياح وبالاحلام بالمنام قال في التصفية قال رسول الله ÷ «الدنيا حلم وأهلها مجازون ومعاقبون» ومثلت بالعجوز الغدارة في ظاهرها الزينة وباطنها خلاف ذلك ومثلت بالحية لين لمسها قاتل سمها وفي عدم الركون اليها كالذي يريد أن يمشي على الماء كيف تثبت قدمه عليه وكذا في تعذر الخلاص بعد الدخول فيها كيف لا تبتل قدمه وقد دخل في الماء وغير ذلك من الأمثلة (وعن ابن عباس ¥ أنه قال ما انتفعت ولا اتعظت بعد رسول الله ÷ يمثل كتاب كتبه الي أمير المؤمنين يعني عليا # قال: أما بعد فإن المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه فلا تكن بما نلت من دنياك فرحاً ولا بما فات ترحاً ولا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ويؤخر التوبة لطول الأمل فكأن قد والسلام) يعني ان الارزاق ونحوها معلومة مقسومة عند الله تعالى لكل عبد مرهونة بأوقاتها ولا يفوت على أحد مما قسم الله له شيء فكيف يفرح بما لم يكن ليفوته وما لم يكن