فصل
  معرفتها بغضها وسخطها ولم يتعلق قلبه بها ولا بحبها ومن لم يحبها أحب الآخرة وسعى لها سعيها) ومن أهم السعي الى الآخرة ترك الدنيا المذمومة الشاغلة عن الله فإنه لن يتفرغ ويسعى للآخرة إلا من تركها ثم شمر ساق السباق في الأعمال الصالحة بصدق نية وحسن طوية إذ هو يطلب بسعيه ما يحق له بذل المهج وهو الدوام في رضوان الله تعالى فسعيه وان كان جليلا بالنظر الى ربحه فهو يسير فضلا عن أن يكون ذلك السعي حقيراً فليس لنا إلا فضل العليم الخبير (ومما رواه الامام الكينعي قدس الله روحه عن الفضيل بن عياض نفع الله ببركته) قال الامام # (وأردت بإيراد كلامه هنا التبرك برقم هذا الأثر لفضله وفضل قائله وفضل راويه) قلت فأنظر أيها المطلع أين تبلغ التقوى بمن لزمها وتمسك بها وانقطع بها من هذه الدنيا الى ربه جل وعلا كيف هذا الامام الاعظم على جلال قدره يتبرك بالرجلين الصالحين، وأنهما في الفضل بمحل أعلى ... فعليك بالجد في طلب التقوى تظفر بما تهوى من قربك الى الله قال # (ولمناسبته كثيراً مما تقدم وللمأثور عن أئمة الفضل حسن أثره في القلوب قال قراءة آية من كتاب الله والعمل بها أحب إلي من ختم القرآن ألف مرة وأدخال السرور على المؤمن وقضاء حاجته أحب إلي من عبادة العمر كله وترك الدنيا ورفضها أحب الى الله من التعبد بعبادة أهل السموات والأرض وترك دانق من حرام أحب الى الله من مائة حجة بمال حلال) فعلم من هذا أن الأعمال الصالحة تتفاوت، وأن أعظمها ترك الدنيا، وان ادخال السرور