فصل
  رسول الله ÷ «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» وقال(١) ÷ «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله ø» وقال ÷ «الدنيا مهلكة للدين» وقال ÷ «يا عجباً كل العجب لمصدق بدار الخلود وهو يسعى لدار الغرور» وقال(٢) ÷ «ان الله جل ثناؤه لم يخلق خلقاً أبغض اليه من الدنيا وانه منذ خلقها لم ينظر اليها» وقال ÷ «الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ويجمعها من لا عقل له وعليها يعادي من لا دين له وعليها يحاسد من لا فقه له ولها يسعى من لا يقين له» وقال ÷ «ليجيء أقوام يوم القيامة وأعمالهم كجبال تهامة فيؤمر بهم الى النار فقالوا يا رسول الله مصلين قال نعم كانوا يصلون ويصومون ويأخذون وهنا من الليل فاذا عرض لهم شيء من الدنيا وثبوا عليه» وقال عيسى ~ (لا يستقيم حب الدنيا والآخرة في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء) وعلى الجملة فإن الله تعالى وانبياءه وصالحي عباده لا زالوا يذمونها كل الذم مع أن هوانها بالنظر الى الآخرة مدرك عقلا وقد تقدم من ذمها كثير في هذا الكتاب نسأل الله سبحانه أن يرزقنا العفاف والكفاف وترادف الالطاف آمين (فمن عرفها حق
= والحاكم في المستدرك عن سلمان والبزار عن ابن عمر بلفظه.
(١) اخرجه ابو نعيم في الحلية والأنبياء المقدسي عن جابر بلفظه.
(٢) اخرجه الحاكم في تاريخه عن ابي هريرة.