فصل
  المحتاج اليه في كل حال (حسبما تقدم التنبيه عليه) متناً وشرحاً فالموفق من ألهم لملازمة النية الصالحة في كل أقواله وأفعاله وجميع أحواله (وحينئذ يصير مما يعنيه لا مما لا يعنيه) مثاله ان يعزم على دورة الى البر ويقصد بذلك التقوى على طاعة الله تعالى بصحة بدنه بها والتفكر في مخلوقات الله تعالى حين يراها وازالة الضجر الحاصل من السكون ليكون له النشاط على قراءة علم أو تلاوة أو صلاة أو أي شيء من طاعة الله تعالى (وأما الواجب فيتحتم الاتيان به على كل حال) كل شيء بمقتضاه على ما يوافق الشريعة الغراء (وأما المندوب فينبغي الاتيان به حسب الإمكان) بلا تحتم (وهو مما يعني الانسان) لطلب الثواب الحاصل له بفعله (وبيد الله التوفيق وهو المستعان) والمسؤول أن يوفقنا الى ما يوافق رضاه آمين.
فصل
  ومما يجب ويتحتم على العبد (التوبة) وهي تمام الاخلاق الثمانية عشر كما ترى (وهي منزلة شريفة لا يرتفع عنها أحد لارتفاع منزلته عند الله سبحانه كما لا يتضع عنها أحد لكثرة ذنوبه) اعلم أن التوبة فرض عين في حق كل شخص لا يستغني عنها أحد البتة قال الله تعالى {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ