رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 417 - الجزء 1

  اشتمل على خصال من معالي الاخلاق التي من اعتمدها فاز ورشد على الاطلاق فما لك رحمك الله تضرب عنه صفحاً وقد وجدت المراد مما يقربك الى رضوان ربك فألزمه وتأمله ولا تضل عنه في حال من الأحوال (وفيه دليل على وجوب الاشعار بالتوبة لمن علم المعصية) قوله والعلانية بالعلانية ولعله لرفع التهمة أنه باق عليها (وللتوبة ركنان: أحدهما الندم وهو شيء يعلمه الانسان من نفسه ويجد له حالة ومزية تخالف حاله مع عدم الندم) وهذا مما لا يشكل عند من كان له عقل سليم واذا قد صدق الندم دخل تحته العزم على عدم العود وغير ذلك مما ألحقوه في حقائق التوبة (وهو) أي الندم (من الخصال الحميدة) لأنه من لم يندم على ما فرط منه من الذنوب كيف يكون محموداً وقد يستوجب غاية الذم (قال ÷: «النادم ينتظر من الله الرحمة والمعجب ينتظر المقت واعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله» قيل ان قول الله تعالى {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}⁣[يونس: ٦٤] هو ذلك.

  ومنها الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له (وسوء عمله وإنما الأعمال بخواتمها والليل والنهار مطيتان فأحسنوا السير عليها الى الآخرة واحذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة ولا يغترن أحدكم بحلم الله ø فإن الجنة والنار أقرب الى أحدكم من شراك نعله ثم قرأ رسول الله ÷ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}⁣[الزلزلة] ذكره في المنذري وقال رواه الاصبهاني عن ابن عباس وفيه