فصل
  من ماله ثلاث ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأقنى وما سواء ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس وفي هذا أحاديث كثيرة قد سبق شيء من ذلك، (واذا لم يرزق العبد الثبات على التوبة ولا الصبر على ملازمة الطاعة فوقع في المعصية مرة اخرى) اتباعاً لنفسه وشيطانه وزينة الدنيا فاذا كان كذلك والعياذ بالله (فلا يغفل عن معاودة التوبة المرة بعد المرة) فيخلص التوبة بالندم الصادق ويعزم عزماً قاطعاً الا يعود الى ذنب لأن التوبة مع الاصرار على معاودة الذنب ليست بتوبة اذ لا يكون الندم صادقاً إلا مع القطع بعدم العودة فإن عاد بلا أصرار فلا ييأس (ولا يقنط من رحمة ربه بسبب نقض التوبة فعنه ÷ انه قال: «إن عبداً أصاب ذنباً فقال يا رب إني أذنبت ذنباً فأغفر لي فقال له ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له») لتوبته بطلب الغفران الدال على الندم المتضمن ان صدق العزم على عدم العود وهو عدم الاصرار (ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً فقال يا رب أني أذنبت ذنباً آخر فأغفر لي قال له ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له الحديث حتى ذكر مثل هذا المعنى بهذا اللفظ أربع مرات قال في آخرها فقال له ربه غفرت لعبدي فليعمل ما شاء.
  رواه البخاري ومسلم والمعنى ما دام كلما أذنب ذنباً استغفر وتاب منه ولم يعد اليه هكذا تأوله بعض العلماء) والعمدة على عدم الاصرار بالعزم على عدم العود وهو يتضمن صدق الندم الذي هو التوبة في التحقيق وبهذا يندفع