رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

خاتمة الكتاب

صفحة 442 - الجزء 1

  تعالى لأنه سبب محبة الله تعالى لعبده وفسر ÷ قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ}⁣[الأنعام: ١٢٥] حين سئل عن معنى الشرح قال ان النور اذا دخل القلب انشرح له الصدر وانفسح قيل يا رسول الله فهل لذلك من علامة قال نعم التجافي عن دار الغرور والانابة الى دار الخلود والتزود لسكنى القبور والتأهب للموت قبل نزوله وأما العبودية فهي مشتقة من العبادة وهي أعلى نهاية الخضوع والتذلل مخصوص لله تعالى لأنه مولى أعظم النعم فكان حقيقاً بأقصى غاية الخضوع ويدخل تحتها كل عبادة من صلاة وصيام وحج وزكاة وذكر ونحو ذلك وأما الاستقامة فهي التي أراد الله بقوله لرسوله ÷ {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ}⁣[هود: ١١٢] وهي المحافظة على أداء الواجبات واجتناب المقبحات وجميع ما وردت به الشريعة على حسب ما يريده الله من دون زيادة فيه ولا نقاصن ولزوم الجادة المستقيمة من دون تعد فيها وعن أبن عباس ¥: ما نزل على رسول الله ÷ آية كانت أشد عليه من هذه ولهذه قال ÷ «شيبتني هود والواقعة واخواتها» وفي رواية ما الذي شيبك منها أقصص الأنبياء أو هلاك الإمم قال لا ولكن قوله تعالى فأستقم كما أمرت ذكر معنى هذا في الكشاف والثمرات (وتمامها) أي تمام أمهات المعاملة الأربع وهي التوبة والزهد والعبودية والاستقامة (بأربعة أقلال الطعام وأقلال النوم وأقلال الكلام والعزلة عن