خاتمة الكتاب
  الناس) وقد تقدم في كل واحدة من هذه الأربع شيء مما ورد فإن شت فأرجع له ترشد ان شاء الله تعالى (وقيل بل هي خمس الأولى معاملة النفس و ذلك بمنعها هواها واذلالها ورد جماحها بالطاعة وكسرها فإنها في الحقيقة أكبر الأعداء) يعني وفي قول أن أمهات المعاملة خمس أولها ما ذكره # في النفس كما قال تعالى {لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}[يوسف: ٥٣] وهذا عام لكل سوء من وسائل الشيطان الى القلب فعلى العبد أن يتيقظ في حاله قبل أن يهلك (وذلك بأن ينظر في القلب فيطهره من الاخلاق المذمومة) كلها ويتفقدها واحداً واحداً فيقلع عنه كل خلق مذموم من أصله بعروقه بحيث لا يبقى شيء منها ثم لا يأمن بل لا يزال يتفقد قلبه في كل حال حتى لا يعود منها شيء كما تقدم والأخلاق المذمومة أربعة عشر (كالرياء) وهو الأول منها فأنه مفسد لكل عمل صالح بل تصير الطاعة به معصية فما ظنك بما كان كذلك وعلاجه ماتقدم في بابه وذلك بأن ينظر العبد في حاجته الى ربه وانعامه عليه في كل لحظة وطرفة فما له لا يخلص العمل له والى غنائه عن الناس واذا توهم أنهم ينفعونه فإنما ذلك من الله تعالى اجراه على أيديهم فقط فليس منهم منفعة بل السلامة من مضراتهم له أكبر غنيمة فكيف يشركهم فيها يجب عليه أن يخلصه لربه وقد تقدم ما ورد فيه كتاباً وسنة (و) الثاني (الحسد) وقد تقدمت حقيقته وما ورد فيه وعلاجه وأنفعه أن يعلم الحاسد يقيناً أنه لا منفعة له به بل مضرة لا محالة عليه من دون أن يضر المحسود إلا ما نفعه (و) الثالث (الكبر) وقد