رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

خاتمة الكتاب

صفحة 482 - الجزء 1

  ضرب لهن مثلاً كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل يجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا من ذلك سواداً وأججوا ناراً فأنضجوا ما فيها، (ومما يدل على صحة ما قررناه من كون الخطر المخوف مع حصول العلم والعمل والاخلاص هو ما ذكرناه) يعني حفظ العمل والاحتراز عليه مما يحبطه من المائم كا تقدم سابقاً (قوله ÷ «حراسة العمل أشد من العمل» وقد تقدم نحوه ما في كتاب المنذري (وقوله ÷ «لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا⁣(⁣١) وصمتم حتى تكونوا كالأوتار وتوفيتم بين الركن والمقام ما نفعكم ذلك إلا بالورع ألا وأن الدين الورع») وقد ورد هذا الحديث بألفاظ غير هذا والعبرة بالمعنى إذ هو المراد.

  وللورع أربع درجات حكاه الامام يحيى بن حمزة في التصفية: الأولى ورع العدالة وهو ما بتركه تسقط العدالةأو يؤدي الى الفسق والثانية ورع الصالحين وهو الامتناع عن ما يحتمل التحريم وان رخص المفتي في تناوله.

  الثالثة ورع المتقين وهو ترك ما لا بأس به حذاراً مما به البأس.

  الرابعة ورع الصديقين وهوترك ما لم يكن لغير الله ولغير التقوى (وانفع أسباب الورع استشعار الخوف فأن من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل) الدلجة السير أول الليل والمراد أن مع الخوف يكون الاهتمام بالاستعداد للقاء الله تعالى على أحسن حال فمع ذلك يبلغ العبد مراده من رضاء ربه كما يبلغ المسافر المنزل


(١) هو الشيء المنعطف انتهى مختار.