رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

خاتمة الكتاب

صفحة 483 - الجزء 1

  (فمقتضى الخوف عدم الغفلة عن قصر المهلة وقرب الرحلة) وأن أكثر ما يهلك العباد التسويف وطول الأمل حتى يسقط عليهم الاجل وهم على غير أهبة له (وإنما جعل ÷ الخطر عظياً بقوله «والمخلصون على خطر عظيم» لكثرة الدواعي الى المعاصي وسعة الأمرين بها والداعين إليها من شياطين الانس والجن والشهوات والنفس فإنها الامارة بالسوء بنص القرآن) وهو قوله تعالى {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي}⁣[يوسف: ٥٣] (وهي قاهرة للانسان وآخذة بالناصية في منهج العصيان) فهي محتاجة في كل حال الى الجهاد الأكبر بعزم صادق لا تفله صولات الغرور (قال بعض الواعظين يا مقهورا بغفلة النفس صل عليها بقوةالعزيمة فإنها ان عرفت جدك استأسرت لك وامنعها عن لذيذ المباح لتصطلحا على ترك الحرام الشيطان والدنيا، عدوان بائنان عنك) أي خارجان عنك ولعمري ان شيطان الانس أشد وأضر على العبد من شيطان الجن اذ هذا يدفع بالاذكار ونحوها وذاك لا يؤثر فيه إلا دفاع الله تعالى نعوذ بالله من كل مغو وحاسد (والنفس عدو مباطن لك) يعني أن النفس في باطن العبد لا تفارقه مع أنها أمارة بالسوء فجهادها أشق وأهم ويحتاج الى قوة وعزم في مخالفتها في جميع ما هوته وأمرت به لتكون النجاة بذلك وقد مثل جهادها بالقتال فقال (ومن آداب القتال) قوله تعالى في قتال الاقرب فالأقرب: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ}⁣[التوبة: ١٢٣] والنفس أقرب شيء الى العبد مهلك لدينه فجهادها مقدم على