فصل
  صلاة ويتابع المؤذن.
  وفي الشفاء عن(١) جابر عن النبي ÷ أنه قال: «من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له الشفاعة يوم القيامة» وعنه ÷ «اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشراً» وعن انس أن رسول الله ÷ قال: «الدعاء بين الأذان والاقامة لا يرد» وفي رواية فماذا نقول يا رسول الله - قال «سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة» (فاذا شرع في الاقامة استحضر تلك المعاني) المتقدمة في تفسير الأذان (وأراد بقوله قد قامت الصلاة التنبيه على حضور وقتها وأوان القيام لها والدخول فيها فاذا فرع منها أحضر في ذهنه أنه خارج من خطاب نفسه وجنسه الى مخاطبة ملك الملوك) العالم بسره وعلانيته وما توسوس به نفسه وما يكنه فؤاده (فيبدا بالاستعاذة طالباً من الله أن يطرد عنه الشيطان الذي يدعوه إلى ما يغفله عن استحضار عظمة الله تعالى في قلبه) في هامش الشفاء قال رسول الله ÷ «لا ينظر الله الى صلاة لا يحضر المصلي فيها قلبه مع بدنه» وعنه ÷ «كم من مصل قائم حظه من صلاته التعب والنصب» قلت وما ذاك إلا لعدم حضور القلب فينبغي للعبد أن يقبل بجميع خواطر باطنه ولا تشتت به
(١) اخرجه احمد والبخاري واهل السنن الأربع عن جابر بلفظه.