فصل
  الوساوس بل يستحي من خالقه ويعلم انه بين يدي من هو عالم سره ونجواه وبيده ضره وكل ما يهواه مع أنه في قبضته وتحت تصرفه لا ينفك عنه طرفة عين فإن أعرض عنه بلغه اعراضه الدرك الأسفل من النار وأن أقبل عليه بقلبه وأحسن عمله فاز بالفردوس الأعلى من الجنة والنعيم الدائم (ورد في الخبر ان العبد اذا توجه مصلياً قام الى يمينه ملك والى شماله شيطان يقول له) الشيطان (اذكر كذا اذكر كذا واعزم على كذا) يعني ان الشيطان لعنه الله وقد قيل ان اسم شيطان الصلاة خنزب يذكر المصلي حاجاته من أمور دنياه ليشتت عليه الوساوس لئلا يقبل بقلبه على ربه فيستكمل ثواب صلاته ويفوز برضا ربه ولذا قيل من أراد أن يذكر حوائجه فليصل لكنه ينبغي للعبد مجاهدة نفسه بالجد عليها في الاقبال على الله بكليته ولذا قال #، (والملك يقول أقبل بقلبك الى ربك فيكتب له من صلاته ما حضر قلبه فيه فقد ينصرف وله من صلاته: نصفها ثلثها ربعها الى عشرها) من الأجر بقدر ما احضر قلبه فيها (فاذا انصرف) من صلاته التي لم يحضر قلبه فيها (قال له الملك لو أطعتني) يعني بإقبال القلب على الله في حال الصلاة وترك جميع الوساوس الدنيوية (كان لك كذا وكذا) يعني لاستكملت أجرك الكامل على صلاتك (هذا معنى الخبر لا لفظه) ولفظ المنذري عن عمار بن ياسر ¥ قال سمعت رسول الله ÷ يقول ان الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر - صلاته تسعها، ثمنها، سبعها سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها». رواه أبو داود