رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 80 - الجزء 1

  (صراط الذين انعمت عليهم وهم المتبعون ملة ابراهيم # ورحمة الله وبركاته) وتفسيره صراط المسلمين ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على ابلغ وجه وآكده والذين انعمت عليهم هم المؤمنون وأطلق الانعام ليشمل كل انعام لأن من أنعم الله عليه بنعمة الاسلام لم تبق نعمة إلا أصابته واشتملت عليه (غير المغضوب عليهم وهم اليهود) لقوله تعالى {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ}⁣[المائدة: ٦٠] (ولا الضالين وهم النصارى) لقوله {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ}⁣[المائدة: ٧٧] فالمنعم عليهم هم الذين سلموا من غضب الله والضلال ومعنى غضب الله هو إرادة الانتقام من العصاة وانزال العقوبة بهم نعوذ بالله من غضبه ونسأله رضاه ورحمته آمين (ثم ينوي) المصلي (تلاوة الآيات المفروضة بعد الفاتحة) فإن قرأ سورة كاملة من المفصل فإنه أفضل (فاذا فرغ من قراءة الفاتحة والسورة) متدبراً لمعانيها (نوى بركوعه أن يطأطئ عنقه خضوعاً لخالقه) المنعم عليه بكل نعمة والحافظ له من كل نقمة والموفق له الى طاعته التي بها سعادة الدارين (فيكبر منتقلاً اليه مخطراً بباله حال التكبيرة ان الذي أريد الخضوع له) والتذلل والتمسكن والخشوع (أكبر من كل كبير في النفوس) وأعظم من كل عظيم وأجل من كل جليل وذلك في شأنه وسلطانه وجميع صفاته المحمودة اللائقة به فلا يشبه شيئاً من الاجسام اذ هي كلها مخلوقة وهو خالقها فتعالى أن يشبهه شيء من مخلوقاته فمن تصور له جسم فإنه غير الله.