الباب الثامن والعشرون: في ذكر شيء مما ورد عند حلول هم أو غم أو كرب أو ورطة أو نحو ذلك
  سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي - إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً»، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نعلمها؟ قال: «بلى، ينبغي لمن سمعها أن يعلمها».
  وفيه من حديث عبدالله بن جعفر قال: عملتني أمي أسماء بنت عميس شيئاً أمرها رسول الله ÷ بقوله عند الكرب: «الله ربّي لا أشرك به شيئاً».
  وفيه من حديث علي # قال: قال رسول الله ÷: «يا علي ألا أعلمك كلمة إذا أنت وقعت في ورطة فقلتها؟» قلت: بلى، جعلني الله فداك فرب خير علمتنيه، قال: «فإذا وقعت في ورطة فقل: ﷽، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإن الله تعالى يصرف بها ما شاء من أنواع البلايا»، وفي هامشه بخط صحيح من (سلوة العارفين) للإمام الموفق بالله من قصة امرأة هاجرت في بدء الإسلام من دار الشرك فمرض ولدها واحتضر فقالت: اللهم لا صبر لي على مصيبتي هذه، فلا تشمت بي عبدة الأوثان، ولا تحملني من مصيبتي ما لا طاقة لي به، فما زالت تردد هذا الكلام فحرك الغلام رجله واستوى جالساً وعاش حتى دفن أمه، ولهذا الدعاء فضل مشاهدة النبي ÷ فيقرب لحوقه بما نُريد.