السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الباب الثلاثون: في ذكر شيء مما ورد في حفظ القرآن وعند ختمه، والمعونة على حفظه وسائر العلوم، والمعونة على كثرة الأعمال ومشاقها ونحو ذلك

صفحة 153 - الجزء 1

  السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني؛ فإنه لا يعين على الحق غيرك، ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا أبا الحسن افعل ذلك ثلاث جُمَع أو ستاً أو تسعاً يُجاب بإذن الله تعالى»، ولا يخفى ما في قوله ÷: «ويثبت ما تعلمت في صدرك»، من التنبيه على ما تعلمه الإنسان من قرآن وعلم ونحوهما.

  وفيه من حديث علي # قال: قالت فاطمة &: يا ابن عم اشتد عليَّ العمل فكَلِّمْ رسول الله ÷، فقال لها: نعم، فأتاهما رسول الله ÷ من الغد وهما نائمان معاً في لحافٍ واحد، فأدخل بينهما رجليه، فقالت له فاطمة: يا نبي الله شق عليَّ العمل، فلو أمرت لي بخادم مما أفاء الله عليك، قال: «أفلا أعلمك ما هو خير لك من خادم؟ أن تسبحي الله ثلاثاً وثلاثين، وتحمدي ثلاثاً وثلاثين، وكبري أربعاً وثلاثين فتلك مائة في اللسان وألف في الميزان»، وذلك أن الله تعالى يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}⁣[الأنعام: ١٦٠]، فالمائة بألف، ولا يخفى أن العلة الباعثة هنا هي الأعمال الشاقة فهو يحسن لأهل الأعمال الشاقة والمترادفة، والله أعلم.