السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

(فصل) في الدعاء المقيد بوقت

صفحة 200 - الجزء 1

  ذلك بشيء»، ومثله من حديث ابن عباس، ومثله من حديث أبي هريرة بتعيين من عشر ذي الحجة، ومثله من حديث ابن عباس بسند آخر وزيادة: «فأكثروا فيهن من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير».

  وفيه من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «ما من أيام أعظم عند الله ø ولا العمل فيهن أحب إلى الله ø من هذه الأيام، فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد»، يعني أيام التشريق فيكون التفضيل نسبي.

  وذكر: «ولا الجهاد في سبيل الله» في الأول، وزيادة الذكر أيضاً دون أيام التشريق يُنبيء عن أوليته⁣(⁣١) في الأفضلية ولأن فيها يوم عرفة، وقد خصه ÷ بكثير، منها ما في حديث جابر قال: قال رسول الله ÷: «أفضل أيام الدنيا أيام العشر عشر ذي الحجة»، قالوا: ولا مثلهن في سبيل الله؟! قال: «ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عفر وجهه في التراب»، قال: وذكر يوم عرفة فقال: «يوم مباهاة ينزل⁣(⁣٢) الله إلى السماء الدنيا فيقول: عبادي جاءوني شعثاً غبراً ضاجين من كل فج يسألون رحمتي


(١) يعني أولولية أيام العشر فهي أفضل من أيام التشريق.

(٢) إن صحّ الحديث فمعنى ينزل هنا: تنزل رحمته؛ لاستحالة النزول عليه سبحانه. وقد فسّره أمير المؤمنين # في آخر الحديث.