السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الباب السادس والثلاثون: في ذكر شيء مما ورد في عيادة المريض وتلقين المحتضر

صفحة 209 - الجزء 1

  كافينا وواقينا.

  وقد روي قصة موت إبراهيم # في (شمس الأخبار) عن (أمالي السمان) من حديث أبي هريرة مرفوعاً، وما بالك بحاله كان يضع حبيب الله وخليله محمد ÷ عندها يداً ويرفع أخرى لشدة هولها وكربها، ففي شمس الأخبار من حديث أنس في مسنده أيضاً حديث وفاة رسول الله ÷ الطويل، ومنه: «لما جعل ملك الموت يُعالج قبض روح محمد ÷ وهو يقبض بيده ويبسط أخرى والعرق ينحدر عن جبينه وهو يقول: «يا جبريل يا حبيبي أين أنت؟ ادن فادع ربّك أن يهون عليَّ قبض روحي، يا جبريل عند الشدائد خليتني، فقال له: يا حبيبي ولكن الله مشتاق إلى لقاك».

  فلينظر الإنسان لنفسه ويعمل عساه يخفف عنه، لا قوة إلا بالله، فلا بد من الإفضاء إلى الفصل الحق والجزم بالعدل ففي أمالي الإمام أبي طالب # بسنده إلى جابر بن عبدالله قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله ÷ فابتعت بعيراً فشددت عليه رحلي فسرت إليه شهراً حتى قدمت الشام فإذا هو عبدالله بن أنيس الأنصاري فأتيت منزله فأرسلت إليه: إن جابراً على الباب، فرجع الرسول إلى جابر فقال: جابر بن عبدالله؟ فقلت: نعم، فخرج إليَّ فاعتنقني واعتنقته، قال: فقلت: حديث بلغني أنك سمعته عن رسول الله ÷ في المظالم لم أسمعه،