الباب السادس والثلاثون: في ذكر شيء مما ورد في عيادة المريض وتلقين المحتضر
  قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «يحشر الله تعالى العباد - أو قال: الناس، شك همام، يعني الراوي، وأومأ بيده إلى الشام - حفاة عراة بُهماً، فقلت: وما بهماً؟ قال: ليس عليهم شيء، فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُد ويسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديَّان لا ينبغي لأحد من أهل الجنَّة أن يدخل الجنَّة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنَّة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة»، قلنا: يا رسول الله وكيف، وإنما نأتي الله حفاة عراة غرلاً؟ قال: «الحسنات والسيئات».
  فانظر إلى عظم موضع هذا الحديث الذي ابتاع له جابر الراحلة وابتغى له زاداً وسافر له على مثال سفر الحج |، ومن عرف الحقيقة صنع هذا الصنيع.
  وينبغي التوبة والصبر على الطاعات، وعدم فوات شيءٍ منها؛ فإن إبليس اللعين حريص إلى غاية في إبطال عمل الإنسان ويشتد حرصه على ذلك في مرض الإنسان للموت؛ فيتساهل في أمر الصلاة وأنواع الدين ويقبض على ذلك والعياذ بالله، وكذلك من حقوق المخلوقين كما قدمنا، وحتى الدَّين: في أمالي الإمام أبي طالب # من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «لا تموتن وعليكم دَين فإنه ليس ثَم ذهب ولا فضة وإنما هي الحسنات والسيئات جزاء بجزاء كما قال تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ