السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[ديباجة الكتاب، والسبب في تأليفه وذكر مصادره وتوثيقه]

صفحة 32 - الجزء 1

  الجنان، ويسر لهم إلى نيل ذلك طريقين، بعد أن هداهم النجدين، وهما: العبادة بالأقوال والأفعال، فيعملون قليلاً، ويستريحون طويلاً.

  فأما العبادة الفعليَّة، فلا تحتاج إلى مقدمة ولا قضية، لأنها أركان الإسلام، وما تفرع منها وتعلق بها.

  وأما العبادة القوليَّة، فهي سائر الأذكار والأدعية، ولها نتعرض إن شاء الله تعالى.

  وكون العبادة تنقسم إلى هذين الطرفين، وتتنوع إلى هذين النوعين، أمر بيِّن، قال تعالى في ذم المشركين في إشراكهم في أحد جزئي العبادة: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ} ... إلخ [الفرقان: ٦٠].

  وقال في القسم الآخر: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ٦٥}⁣[العنكبوت].

  وقال في حثّ المؤمنين: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠}⁣[الكهف].

  [وقال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}⁣[غافر: ١٤](⁣١)] وقال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ


(١) زيادة من (ب، ج).