السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[ديباجة الكتاب، والسبب في تأليفه وذكر مصادره وتوثيقه]

صفحة 33 - الجزء 1

  عِبَادَتِي [سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠]⁣(⁣١)}⁣[غافر]، هذا باعتبار ظاهر الآيات في أحد الأمرين وإن حمل الكل على الكل غالباً؛ لأن المرجع إلى مطلق الإقرار بالله تعالى بلوازمه، أو الإنكار بلوازمه، ثم جعل تعالى ركن الشهادة مهيمناً على النوعين، ومصدقا لما اندرج تحته من الطرفين فهما حقها والموجبان لصدقها، وجعل الإخلاص والتفكر وسائر مسبباتهما من الخشوع والخضوع ونحوهما كالماهيَّة لهما والملاك، توجد حقيقتهُمَا بوجود ذلك، وتزول وإن بقت صور أفرادهما بزواله.

  روى السيد الإمام المرشد بالله # في أماليه، من حديث عليٍّ # قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «التوحيد ثمن الجنة، والحمد لله وفاء شكر كل نعمة، وخشية الله مفتاح كل حكمة، والإخلاص ملاك كل طاعة».

  والسبب الداعي للتعرض لأخير القسمين، أن الأئمة والعلماء - رحمهم الله تعالى - قد وضعوا في ذلك النصيب الوافر، والفضل المتكاثر، خلا أن ذلك مدرج في غصون تصانيفهم، وأعطاف تآليفهم، ولا يخفى ما قد عم وطم من القصور الظاهر في عالم العلماء، فضلاً عمن لا يعد من قبيل أولئك الكرماء، فربما مر الحريص على الفائدة في موضعها عند الاشتغال بغيرها كالدرس


(١) زيادة من (ب).