[ديباجة الكتاب، والسبب في تأليفه وذكر مصادره وتوثيقه]
  مثلاً فيترك تلك اشتغالاً أو تكاسلاً فتذهب، كما قد جربت ذلك من نفسي مراراً من الأوقات وأرسالاً، ولم أحض بطائل أعماراً طوالاً، وأمَّا من لم يكن من ذلك القبيل، فإنه يمنعه بعد السفر عن الوصول إلى القليل، ولم يوجد شيء من المراد مجموعاً مقرباً للباحث والطالب، وإن وجد خارجاً فلم يقع الظفر به، ككتاب الذكر لمحمد بن منصور المرادي ¦، وهو من أجل ما وضع في هذا الباب، وكتاب عدة الحصن الحصين، وشرحه لمحمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي ¥، والأذكار للنووي، وسلاح المؤمن، وغيرها، فإن فيها كثيراً طيباً، وكذلك الهدي النبوي لابن القيم، ومنظومة الهدي وشرحها كلاهما للعلامة الحسن بن إسحاق ¦ فإن في ذلك كثيراً لاشتماله على هديه ÷ وخلائقه كلها، ذكراً وهدياً وأمثال ذلك.
  لكنه عول على الحقير من لا تسعه مخالفته في مقصد صالح ولا يستجيزها، ومقصده أن تكون قطعة من الأدعية تختص بطرق الأئمة $ وشيعتهم الكرام، مما صح لنا طريقه وروايته، وإن كان في صحيفة إمام هذا الفن وسيّد أهل العبادة والزهادة زين العابدين علي بن الحسين $ ما يشفي ويكفي، ولكن القصد الاقتصار على المرفوع من الأدعية النبوية، وربما يُدرَج شيء يسير من أدعية أمير المؤمنين علي # لسببين: كونه نفس الرسول ÷، وكون المنقول عنه غالبه الرفع حكماً، كما ستقف عليه،