السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

المقدمة الأولى: في صفة ما يكون عليه المتلبس بشيء من الدعاء من الآداب

صفحة 43 - الجزء 1

  وقد روي عن علي # أنه سمع رجلاً يستغفر الله وهو ضاحك لاهٍ فقال له #: (استغفارك يحتاج إلى استغفار)، فجعله ذنباً يحتاج إلى توبة.

  وروى في الأمالي من حديث أنس مرفوعاً: «العلم علمان: علم بالقلب فذلك العلم النافع، وعلم باللسان فذلك حجة الله على ابن آدم»، ومراده ÷ عدم مطابقة اللسان للقلب⁣(⁣١) لا ذم ما جرى على اللسان مطلقاً، فإن الإفادة والاستفادة وأنواع العبادة واقع به.

  ولا بأس بالتوسل إلى الله تعالى بعمل الإنسان نفسه وبالملائكة والأنبياء والصالحين، وذلك شفاعة، قال تعالى حكاية عن المؤمنين: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ١٦}⁣[آل عمران]، وكقصّة أهل الغار الثلاثة وهي مروية مرفوعة في البخاري وغيره كمسلم⁣(⁣٢)، من حديث ابن عمر، ويحسن ذلك عند الشدائد أخذاً من القصّة، وقد أجازه الجزري في (شرح العدة).


(١) في (أ): مطابقة اللسان القلب.

(٢) في (ب): مروية مرفوعة في البخاري من حديث ابن عمر ورواه أيضاً مسلم. وفي (ج): مروية مرفوعة في البخاري وغيره من حديث ابن عمر ورواه أيضاً مسلم.