المقدمة الأولى: في صفة ما يكون عليه المتلبس بشيء من الدعاء من الآداب
  وقد روي عن علي # أنه سمع رجلاً يستغفر الله وهو ضاحك لاهٍ فقال له #: (استغفارك يحتاج إلى استغفار)، فجعله ذنباً يحتاج إلى توبة.
  وروى في الأمالي من حديث أنس مرفوعاً: «العلم علمان: علم بالقلب فذلك العلم النافع، وعلم باللسان فذلك حجة الله على ابن آدم»، ومراده ÷ عدم مطابقة اللسان للقلب(١) لا ذم ما جرى على اللسان مطلقاً، فإن الإفادة والاستفادة وأنواع العبادة واقع به.
  ولا بأس بالتوسل إلى الله تعالى بعمل الإنسان نفسه وبالملائكة والأنبياء والصالحين، وذلك شفاعة، قال تعالى حكاية عن المؤمنين: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ١٦}[آل عمران]، وكقصّة أهل الغار الثلاثة وهي مروية مرفوعة في البخاري وغيره كمسلم(٢)، من حديث ابن عمر، ويحسن ذلك عند الشدائد أخذاً من القصّة، وقد أجازه الجزري في (شرح العدة).
(١) في (أ): مطابقة اللسان القلب.
(٢) في (ب): مروية مرفوعة في البخاري من حديث ابن عمر ورواه أيضاً مسلم. وفي (ج): مروية مرفوعة في البخاري وغيره من حديث ابن عمر ورواه أيضاً مسلم.