السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

المقدمة الأولى: في صفة ما يكون عليه المتلبس بشيء من الدعاء من الآداب

صفحة 44 - الجزء 1

  ومنع من التوسل بأحد إلى الله تعالى ابنُ القيِّم في (إغاثة اللهفان) أشد المنع وهو أن يقول: اللهم بحق كذا، أو بحق فلان، أو بكذا فلا حق على الله، والصحيح جوازه⁣(⁣١) لما رواه الطبراني في آخر دعاءٍ في الصباح: «وأسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض وبكل حق هو لك وبحق السائلين عليك»، ولما رواه المرشد بالله من حديث أبي سعيد قال: كان رسول الله ÷ إذا قضى صلاته قال: «اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك فإن للسائلين عليك فيها حقاً» ... إلخ الدعاء كما سيأتي، وهذا كافٍ، وثم روايات أخر تفيد هذا.

  ١٣ - وأن يكون محسناً ظنه بالمؤمنين، مشرّكاً⁣(⁣٢) لهم في دعائه العام غالباً، فإن المؤمنين والصالحين سبب للقبول فكأنه صادر منهم سيما الغائبين، ففي الأمالي من حديث أبي الدرداء مرفوعاً:


(١) وقد أورد الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في كتابه التحف شرح الزلف بحثاً تحت عنوان (بحث في الزيارة والتوسل) ناقش فيه الموضوع بأدلته، فليرجع إليه. وكثير من علماء أهل السنة يرون جواز التوسل، انظر: المدخل لابن الحاج المالكي (١/ ٢٥٥)، تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني (٦٠) و (٢١٢)، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (٥/ ٤٥٠) ذكر من يجيزه ومن لا يجيزه، مجالس التذكير من حديث البشير النذير لابن باديس (١/ ٤١) في شرحه لحديث الأعمى الذي أتى إلى النبي ÷ فقد رجح المؤلف جواز التوسل بذات النبي ÷ لا بدعائه فقط.

(٢) في (أ): مشاركاً.