المقدمة الأولى: في صفة ما يكون عليه المتلبس بشيء من الدعاء من الآداب
  «إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: آمين، ولك مثل ذلك»(١).
  ١٤ - وأن يتخير لأدعيته - سيما المطلقة - الأوقات الفاضلات، والأماكن الطيبات، كشهر رمضان والجمعة والحرمين والمساجد(٢)، وسيأتي لذلك باب خاصٌّ إن شاء الله فيطلب منه.
  وأماما قيد بوقت فلا يتركه في وقته فإن الشارع طبيب عارف ودليل على الخير، فالتنبيه منه على وقت ومكان قد علم أن له قدراً عظيماً في النفع.
  ١٥ - ولتكن هيئته تامَّة فلا يرفع يديه حتى تبدو إبطاه إلا في نازلة وعند الجأر إلى الله تعالى؛ إذ لم يفعله ÷ إلا في الاستسقاء ويوم بدر، رواه في البحر، وقدر روي عنه ÷ رفع يديه إلى حذاء صدره وذلك في التضرع كدعائه يوم عرفة فإنه رفعهما إلى حذاء صدره، قال الراوي: حتى إن زمام ناقته جذبته أو استرسل عليه - شككت أنا - فذهب يرفعه بواحدة وبقت الأخرى حذاء صدره مع دعائه ÷.
(١) في (أ، ج): ولك بمثل. وما أثبتناه من أمالي المرشد بالله.
(٢) «والمساجد» غير موجود في (ب، ج).