التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع)

صفحة 106 - الجزء 1

  قال: وحدَّثني الفضل بن دكين أبو نعيم، قال: حبس من بني حسن ثلاثة عشر رجلاً، وحبس معهم العثماني وابنان له في قصر ابن هبيرة، وكان في شرقي الكوفة مما يلي بغداد، فكان أول من مات منهم إبراهيم بن حسن، ثم عبدالله بن حسن، فدفن قريباً من حيث مات، وإلا يكن بالقبر الذي يزعم الناس أنه قبره فهو قريب منه.

  قال: وحدثني محمد بن أبي حرب، قال: كان محمد بن عبدالله بن عمرو محبوساً عند أبي جعفر، قال: حتى كتب إليه أبو عون من خراسان أن أهل خراسان قد تقاعسوا عني، وطال عليهم أمر محمد بن عبدالله، فأمر أبو جعفر عند ذلك محمد بن عبدالله بن عمرو فضربت عنقه، وأرسل برأسه إلى خراسان، وأقسم لهم أنه رأس محمد بن عبدالله، وأمه فاطمة بنت رسول الله ÷.

  قال في الشافي: وقد روى العقيقي الشريف الحسيني مصنف كتاب الأنساب، ما مثاله قال: كتب إليَّ حماد يخبرني عن يحيى عن حماد بن يعلى عن عمر، قال: كنت مع محمد بن عبدالله في منزله فذكرنا النفس الزكية، فخرجنا حتى انتهينا إلى أحجار الزيت، فقال: هاهنا يا أبا حفص تقتل النفس الزكية، قال: ثم قال: والله لوددت أنها قد قتلت، وإن كنت أنا هو، ومرَّ بنا علي بن الحسين، فقال: ما يقيمك يا أباعبدالله هاهنا.

  وقال: ذكرنا النفس الزكية، فقال ابن عمك كذا وكذا، فقال علي بن الحسين: إنهما نفسان؛ نفسٌ تقتل بالحرم ونفسٌ هاهنا.

  ولما قتل بلغ العلم إلى أخيه إبراهيم بن عبدالله $ وهو # داعية أخيه المهدي لدين الله عليهما الصلاة والسلام في البصرة، وقد استولى عليها وعلى كثير مما والاها يوم العيد غرة شوال سنة خمس وأربعين ومائة، فصلى بالناس صلاة العيد، ثم رقى المنبر وخطب وذكر قتله ونعاه إلى الناس، وبكى وبكى الناس،