التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)

صفحة 115 - الجزء 1

  جماعات أهل البيت وأوليائهم ¤.

  ورقى الإمام الحسين بن علي المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ÷، ثم قال: أيها الناس أنا ابن رسول الله، على منبر رسول الله، في مسجد رسول الله، أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله ÷، أيها الناس أتطلبون أثر رسول الله ÷ في الحجر والعود وهذا - ثم مدَّ يده - من لحمه ودمه؟

  وخرج في عصابة من آل محمد، وهم ستة وعشرون رجلاً، وتوافوا هم وشيعتهم إلى ثلاثمائة وبضع عشرة عدّة أهل بدر، سالّين سيوفهم، داعين إلى الله، عاملين بكتاب الله، مواجهين لأعداء الله، لا تأخذهم في الله لومة لائم، والتقاهم من أحزاب الضلال وجموع الباطل: أربعون ألفاً أنفذهم موسى الملقب الهادي بن محمد بن أبي الدوانيق، فدعاهم الإمام، ومن معه من جنود الله إلى كتاب الله، وإلى ما جاء به جده رسول الله، فلم يجيبوهم، فحمل فيهم الإمام، وحملت معه الطائفة على ما جرت به عادة الأئمة من أهل بيت رسول الله حتى أغرقوا الأرض من دمائهم، واستشهدوا في سبيل الله رب العالمين.

  قال بعضُ مَنْ شهد الوقعة: إنه رأى الإمام وقد تنحّى عنهم، وهم في أشدّ القتال، فدفن في الأرض شيئاً، فظنه شيئاً نفيساً، فلما انقضى القتال، وقتل الإمام ومن معه رجع إلى الموضع الذي رأى الإمام دفن فيه، فوجده قطعة من جبين الإمام ~.

  وكان الموضع الذي قُتِل فيه معروفاً عند أهل البيت، مرَّ منه رسول الله ÷ وصلى فيه، فلما كان في الركعة الثانية بكى، فبكى الناس، فلما أتمّ صلاته، قال: ما يبكيكم؟

  قالوا: لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله.

  قال: نزل عليَّ جبريل - لما صليت الركعة الأولى - فقال: (يا محمد إن رجلاً من