التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)

صفحة 116 - الجزء 1

  ولدك يقتل في هذا المكان، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين) رواه في الشافي⁣(⁣١).

  ومرَّ جعفرُ الصادق من فخّ، وصلى فيه، وقال: يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة، تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة⁣(⁣٢).

  قال الإمام الهادي # في الأحكام: ومثل الحسين بن علي الشهيد المُحْرِم المجرِّد لله سبحانه المصمم الباذل نفسه لله في عصابة قليلة من المؤمنين، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويَضرِبُون ويُضرَبُون حتى لقوا الله على ذلك، وقد ¤، وقبل فعلهم، فرحمة الله وبركاته عليهم.

  وقُتِل - وهو محرم هو وأصحابه - وله من العمر إحدى وأربعون سنة، وقتل معه من أهل البيت سليمان بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، وعبدالله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، وغيرهم.

  وروى الإمام المنصور بالله أن الذين حضروا قتله اسودت وجوههم قاطبة⁣(⁣٣)، قال عبد المجيد بن عبدون في بسامته:

  وأَسْبَلَتْ عبرةُ الرّوح الأمينِ على ... دمٍ بفخ لآل المصطفى هَدَر

  ولما اعترض عليه بأن جبريل # لم يُؤْثَر أنه بكى إلا على الحسين السبط #، قال ابن الوزير في بسامته: وأسبَلت عَبَرَاتُ المؤمنين على ... إلخ.

  قال الإمام المنصور بالله # في الشافي: وقد ذكرنا من وجوه من خرج معه # من أهل بيته، وخرج معه من فضلاء الناس: سعيد بن خثيم، وعلي بن هاشم المعروف بالبريد، ويحيى بن يعلى، وعامر السراج، ونصر الخفاف، وكان


(١) كتاب الشافي للإمام الأعظم المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) (١/ ٦٥٧)، طبعة مكتبة أهل البيت (ع).

(٢) الشافي (١/ ٦٥٧).

(٣) الشافي (١/ ٦٥٨).