التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام يحيى بن عبدالله (ع)

صفحة 127 - الجزء 1

  الفضل بن يحيى، وأمر أنَّ من امتنع من الشهادة ممن قد ذكره ضرب عنقه، واصطفى ماله، ومن شهد أُكْرِمَ وأُسْقِطَ عنه الخراج.

  فجمع من العلماء من أهل الجهات التي ذكرناها، والنواحي التي سميناها ممن يعرفهم جستان ألف وثلاثمائة، فشهدوا له بأن أبا البختري قاضي القضاة، وشهد لجستان بأن يحيى # عبد لهارون، وليس بابن بنت النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله.

  وقد كان الفضل عرف بأن امرأة جستان غالبة عليه، فطمع فيه من جهتها، فأنفذ إليها من الألطاف والجواهر والطيب والثياب، حتى أرضاها وغلبت عليه، وأشارت على جستان بتسليمه إليهم، فلما اجتمع هذان السببان، قال جستان ليحيى #: يا يحيى وما وجدتَ أحداً تخدعه بدعوتك غيري، فقال له (ع): أيها الرجل إن لك عقلاً فاجعله حكماً دون هواك، ولو أني كنت كما قالوا، ما وجهوا إليك بهذا المال، ولا وجهوا هذا الجند العظيم، وأنفقوا المال الجسيم؛ لأجل عبد هرب، ولا جمعوا من وجوه هذه الأمصار من ترى ليشهدوا عندك بالزور، فابعث من تثق به يسأل عني في هذه الأمصار وفي غيرها.

  إلى قوله: فاجمع بيني وبينهم، فقال: أفعل هذا، فلما اجتمعوا عليه قام، فقال: الحمد لله على ما أولانا من نعمه، وأبلانا من محنه، وأكرمنا بولادة نبيه، نحمده على جزيل ما أولى، وجميل ما ابتلى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، انتخبه واصطفاه، واختاره واجتباه، ~ وعلى آله أجمعين، أما بعد: معاشر العرب فإنكم كنتم من الدنيا بشر دار، وظنك قرار.

  إلى قوله: الأعاجم لكم قاهرة، وجنودهم عليكم ظاهرة ... إلى قوله: لا تحلّون حلالاً، ولا تحرمون حراماً، ولا تخافون أثاماً، قد ران الباطل على قلوبكم فلا تعقلون، وغطت الحيرة على أبصاركم فما تبصرون.